الصقر سيد
الطيور على الإطلاق
حباه الله بقوة لا تضاهى
يمزق بمنقاره الكاسر أمتن الأشياء
و يقبض بمخالبه على فريسته فلا تستطيه
التملص منها مهما كان لها من دهاء و قوة
عضلاته من فولاذ و جناحاه يحجبان نور الشمس
تراه في الأجواء العليا يجول و يصول و لا من يقاومه
يأتي الإنسان الضعيف البنية نسبيا و العاجز عن التحرر من
جادبية الأرض إلا بوسيلة ، يستعمل ما حباه الله به من
ذكاء و فطنة و دهاء فيطارد الصقر في الفيافي
و القفار حتى يتمكن منه ثم يروضه
و يستأنسه فيصير الطائر الحر
الجسور الذي كان يظن
أنه لا يقهر طوع يد
الإنسان يأتيه
حين يناديه
ثم
يخترق
الأجواء
كالسهم ليعود
إلى سيده بما يهوى
خاضعا مستسلما راضيا .
حكمة بالغة يشاء العلي القدير
أن يسخر مخلوقاته بعضا لبعض
فكل قوي يسخره أقوى منه ، و القوة
هنا لا تقتصر على المؤهلات البدنيه و المادية
بصفة عامة و لكنها تتعداها إلى ما يكمن
في كل مخلوق من ذكاء و خبرة
و حنكة فيصير الضعيف
أحيانا قويا و القوي
ضعيفا ذاك
بدهائه
و هذا بغباوته
إننا في دوامة لا
نستقر على حال سنة
الله و لن تجد لسنة الله تبديلا
تشعر اليوم بالقوة و حب السيطرة
ثم ينتابك غدا شعور بالتقهقر و الخذلان
أمام قوة و جبروت الآخرين أي سلح يقينا
من هذا الإضطراب المستمر ؟
إنه تقوى الله الواحد القهار
القوي العزيز الكبير المتعال
و طاعته قدر المستطاع فيما
أوحى من آيات محكمات
لتطمئن نفوسنا فترجع
إليه راضية
مرضية

ألا هل تؤاخذني يا صديق
لأني أطير و تخلو الطريق ؟

أنا سيد الغاب بين الطيور
فكل العصافير تخشى الصقور

أطير و أسبح فوق السحاب
و أجني من الجو ما لي طاب

عظيم قوي فكيف يكون
لمثلي و لي و كل يهون

و لكن حكمة ربي القدير
تسير مع الخلق حيث يسير

أتاني من البدو إنس جسور
تخلى عن العيش بين القصور

يطاردني ثم بي يظفر
فأصبح إلفا و لا أضجر

أنا صاحب الشأن ذاك العظيم
يسخرني من لقدري عديم

فيأمرني أن أجوب السما
و آتي إليه بما حكما

أجوب الفيافي و أغزو القطيع
و أغدو بقلب ذليل مطيع

فما بال من لا يخاف الورى
يهون و للغير قد سخرا

يشاء الذي خلق الكون أن
يسخر هذا لذاك و من

يخال السيادة من شأنه
يساق إلى الغير من ذقنه

فيا صاحبي خذ من القول ما
يفيذك إن شئت أن تسلما

فكل قوي بهذا الوجود
يصادف أقوى و هل ذا يجود ؟

إلهك أكبر من كل ما
له في الأرض كذا في السما

اطعه و عش مطمئنا و لا
يغرنك القدر مهما علا ...